حماية المناخ من البرغر
تخيّلوا أرضاً مستقبلية، يقضي فيها الفضائيون أو السحرة على الوقود الأحفوري بين عشية وضحاها، مع استبدال كل خزان غاز ومحطة طاقة ومحرك نفاث في العالم ببدائل خضراء..
هل يعني هذا نهاية القلق بشأن تغير المناخ؟ للأسف لا. والسبب الرئيس هو البرغر.. ولكن ما علاقة البرجر بتغير المناخ؟
مثلما تعمل شركات الوقود الأحفوري جاهدةً لتجعلك تعتقد أن حالة المناخ تعتمد على ما إذا كنت تستقل الحافلة أو تقود سيارة مستهلكة للوقود إلى العمل، فإن منتجي لحوم البقر يريدون منك أن تعتقد أنهم ينتجون كمية اللحوم التي يطلبها الجمهور فقط.
معظمنا بعيد عن الزراعة الحيوانية، إلا أنه يتعين علينا اختيار ما نضعه على أطباقنا.. لقد أصبح البرغر طبقاً رئيساً في قائمة العمل المناخي.
كما أن العلاقة بين إنتاج اللحوم وتغير المناخ، يمكن ملاحظتها في الكميات الهائلة من الغازات الدفيئة التي تطلقها في الغلاف الجوي.
تنطوي تربية الحيوانات على الانبعاث المباشر لغاز مهم من الغازات الدفيئة وهو “الميثان”، من خلال التخمر المعوي “جزء طبيعي من العملية الهضمية للحيوانات”، حيث تحلل الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي وتخمر الطعام المبتلع، وتنتج غاز الميثان.
فانتفاخ البطن مثلاً لدى مئات الآلاف من الأبقار له تأثير كبير، وهو مسؤول عن النسبة الكبيرة من انبعاثات غاز الميثان، وبإمكانه حبس حرارة أكثر بـ84 مرة من ثاني أكسيد الكربون في العقدين الأولين بعد إطلاقه في الغلاف الجوي.
وبحسب مجلة “ذا لانسيت” العلمية، فإن تربية الماشية مسؤولة عن أكثر من 20% من إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأكثر من تلك التي تنتجها السيارات والشاحنات والطائرات على طرقات وسماء العالم.
وهناك طريقة أخرى تساهم بها اللحوم في تغير المناخ، وهي تدمير الغابات والموائل الأخرى لإفساح المجال للمراعي ولزراعة العلف الذي تأكله الماشية.
ومع زيادة تناول لحوم البقر في البلدان الكبيرة التي شهدت ازدهاراً، مثل الصين، أصبحت تربية الماشية مربحة للغاية.
وسعياً لتحقيق الأرباح، دمر مربو الماشية مئات الآلاف من الأميال المربعة من الغابات المطيرة حول العالم، وهي أنظمة بيئية حيوية ومتنوعة تلتقط ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون الذى يدمر المناخ.
من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن التأثير المناخي المرتبط بالبرغر يمكن أن ينخفض بشكل كبير عندما تختار لحماً مختلفاً ، مثل الدجاج، أو عندما تختار “برغراً” نباتياً، فإنني لا أقوم فقط باختيار تقليل بصمتي المناخية، بل أتخذ موقفاً صغيراً ضد التأثيرات المدمرة لصناعة اللحوم، وقد تساعد هذه الاختيارات في تحويل ثقافتنا نحو قبول أكبر للأنظمة الغذائية النباتية.