هل الرعاية النفسية عبر الهاتف مفيدة؟
تعرض سمير (45 عاماً) لكسرٍ في فخذه الأيمن، وشدّد الأطباء على ضرورة التزامه الفراش لبضعة أسابيع بعد العملية الجراحية، ما أدى لشعوره بالوحدة، خصوصاً أن ابنه يعود من عمله مساءً.
تطورت الوحدة إلى مشاعر اكتئابية، لكن سمير لا يستطيع زيارة الطبيب النفسي بسبب الكسر، فماذا يفعل؟
في هذا السياق، يؤكد باحثون أن الوحدة ضارة بالصحة، مثل تدخين 15 سيجارة يومياً، وسبب رئيس للاكتئاب الذي يُسمى ”القاتل الصامت“.. وعليه، فإن مشكلة سمير تستوجب الحل.
أجرى باحثون من جامعة يورك دراسةً نُشرت في فبراير الماضي، لدراسة فعالية تقديم الرعاية النفسية عبر الهاتف، في أكبر تجربة سريرية موّلها المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR) في المملكة المتحدة، بمبلغ وقدره 2.6 مليون جنيه إسترليني.
ووجد الباحثون تحسناً سريعاً ودائماً في الصحة النفسية والعقلية وجودة الحياة عندما تلقى كبار السن مكالمات هاتفية أسبوعية على مدار ثمانية أسابيع من مُدرّب مؤهّل، لتشجيعهم على الحفاظ على صحتهم وتعزيز الروابط الاجتماعية والبقاء في حالة نشاط وحركة.
ومن المثير للاهتمام، أن مستويات الاكتئاب انخفضت بشكل ملحوظ، بتحسن يتفوق على فعالية مضادات الاكتئاب لدى المشمولين بالدراسة.
وأفاد المشاركون في التجارب، أن مستويات الشعور بالوحدة العاطفية انخفضت لديهم بنسبة 21% على مدار فترة ثلاثة أشهر، وظلت الفوائد قائمة بعد توقف المكالمات الهاتفية، ما يشير إلى وجود تأثير دائم.
كما طوّر علماء النفس في جامعة ماكواري الأسترالية برنامج العلاج النفسي الموجز لعلاج الاكتئاب والقلق، الذي يستغرق أقل من ساعتين؛ أي أقل من ربع مدة البرنامج القياسي.
ويتضمن البرنامج -الذي يعتمد على العلاج السلوكي المعرفي- درساً واحداً عبر الإنترنت، مع دليل ممارسة، ومعلومات حول إدارة القلق، وخيار تبادل مكالمة واحدة أو رسالة نصية مع طبيب نفسي.
ووجد العلماء أن البرنامج الموجز حقق نتائج مقاربة للبرامج التي تتطلب وقتاً أطول، خصوصاً أن العديد ممن يعانون القلق والاكتئاب، بحاجة لإدارة أعراضهم في أقصر وقت ممكن.
ويؤكد أطباء الاختصاص على فعالية الرعاية النفسية عبر الهاتف أو الإنترنت، خاصةً عند تعذر الحضور الشخصي كما في أوقات الحجر الصحي والمرض الشديد والمسنين والحالات التي تتطلب التزام الفراش لفترة طويلة، وهي أكثر الأوقات التي يحتاج فيها المريض للدعم والاستشارات النفسية.