Featured Video Play Icon

الفنانون السوريون وبزنس الـ”تيك توك” (فيديو)

تعليق صوتي: إبراهيم جلال

بعد أن كان ظهور معظم الفنانين السوريين مدروساً بشكل كبير، حيث يختارون الشاشات والصحف والمجلات والمواقع الإخبارية التي يرغبون بإجراء حوارات معها ومع صحفييها، بات الوضع اليوم مأساوياً، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

مجمل الإعلام الفني يلهث وراء التريندات، وحدد انتماؤه إلى “صحافة الفضائح” و”الإعلام الأصفر” وهو ما كان مسبَّةً فيما سبق، والأنكى هو السعي الحثيث لبعض الفنانين السوريين لاختراق التيك توك والبيغو لايف والبوبو لايف، باعتبارها باتت مصدر دخل سهل المنال، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة التي يظهرون فيها.

مهاترات بالجملة، فنان يستجدي “التكبيسات” على التيك توك، وآخر يترجى متابعيه أن يدعموه بمزيد من المشاهدات والتعليقات وغيرهما بما يحقق له مزيداً من المرابح.

البعض يُرجِع الموضوع إلى أن الفنان السوري لم يعد يعيش في “بحبوحة” مالية كما كان في السابق، وأن الوضع المعيشي الضاغط باستمرار جعلهم يبحثون عن مصادر دخل أخرى غير التمثيل، فاستغلوا شهرتهم في بعض المنصات ليُحصِّلوا أي قدرٍ من المال ولو كان ذلك على حساب احترامهم لذاتهم ولجمهورهم، إذ أصبح الأمر أشبه بالتسوُّل الإلكتروني.

ولعل مجرد بحث صغير على غوغل سيتيح لك الكثير من المعلومات، عن الفنان السوري الأكثر مشاهدة على تيك توك، وما هي أكثر الكلمات النابية التي استخدمها الممثلون فيه، ومن أسالت أكثر كمية من الدموع أثناء البث المباشر، وغير ذلك من دفاعات الفنانين عن وجودهم التيكتوكي، وحقهم في الظهور على المنصة التي يريدونها وكسب الأرباح من ورائها.

عدم التفات الكثير من شركات الإنتاج لبعض الفنانين السوريين والأجور المتدنية التي يمنحونها لبعضهم الآخر، والكساد في سوق العمل الدرامي لفئة أخرى من الممثلين كبار السن، هي بعض المبررات التي يتخذها العاملون في قطاع التمثيل كتعويض عن النقص المادي الذي يحيق بهم، لكنهم لا ينتبهون أن تلك “الظهورات” تضرهم على المدى الطويل، وتقلل من هيبتهم، وربما تهدم تاريخهم برمته.

وبين من يرى أن منصة مثل التيك توك هي مجرد فرصة للتواصل مع الجمهور وتحطيم الحواجز معه، ينظر إليها البعض أنها باتت وسيلة مشروعة لكسب العيش، تتيح كسر احتكار شركات الإنتاج لبعض النجوم، كما أن استخدامها بوعي وبطريقة محترمة ومناقشة مواضيع مهمة من خلالها سيجعل منها منصة تحقق مكسبين، الأول مادي، والثاني فسح المجال لتعبير الفنانين عن آرائهم في الفن وخارجه.

وربما من أكثر الفنانين السوريين استخداماً لمنصة التيك توك هم جرجس جبارة، وعلاء القاسم، وديمة بياعة، ويزن السيد، وخالد حيدر، وجيهان عبد العظيم، وهدى الشعراوي، وأماني الحكيم، ونزار أبو حجر، الذي أوضح في حديثه مع الإعلامية رابعة الزيات، أنه اتجه إلى تيك توك لكي “يتسبَّب”؛ فهو يعيش من تيك توك، وقليلاً من شغل التمثيل، لافتاً أنه يفتح نقاشات وحوارات، وأفكاراً، وأحياناً يفتعل المشاكل من أجل الضحك.

وأضاف أن التيك توك أفضل من احتياجه لأي شركة إنتاج أو استرضائه لأي مخرج، قائلاً إن “هذه المنصة لم تفقدني ولو واحد بالألف من هيبتي، فهي تشبه الحياة فيها كل شيء، وكل إنسان يتحدث ضمنها في الاتجاه الذي يناسبه، لذلك التيك توك حبيبي، وأموت على التيك توك، وهو فتح لي دكان مع الله، أقول فيه المضامين التي أرغب بها”.

وبين صدّ وردّ، ومؤيد ومعارض، يبقى الأساس في كل ذلك أن الحرب وآثارها الاقتصادية المُدَمِّرة، وثقافة التريند المُتفشّية، تركت أثرها البليغ على الدراما السورية وممثليها، وكأننا أصبحنا أمام دراما موازية، الممثلون فيها لا يُمثِّلون، وإنما يبثُّون أوجاعهم ومعاناتهم التي لم تعالجها دراماهم الحقيقية، فلجأوا إلى بديلة عنها علَّها تُرمِّم بعض العطب الذي أصاب حياتهم.

شارك المقال: