“الجولة البحرية الفرنسية” في الإمارات والكويت

يقوم وفد مؤلف من شركات فرنسية مرموقة في مجال الصناعات البحرية بجولة استراتيجية، تحت مسمى “الجولة البحرية الفرنسية”، إلى كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت خلال الفترة من 22 إلى 24 أبريل.

وتهدف هذه المبادرة، التي تنظمها بيزنس فرانس، الوكالة الوطنية التي تدعم التنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي، إلى استكشاف مشاريع جديدة وإقامة تحالفات قوية في قطاعي الموانئ والأنشطة البحرية في هذه المنطقة الديناميكية، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”.

وتأتي هذه الجولة في نسختها الثانية، لتشمل محطات استراتيجية في كل من إمارتي دبي وأبوظبي، بالإضافة إلى زيارة افتتاحية إلى مدينة الكويت.

وتسعى هذه المهمة، المصممة لتسهيل اللقاءات التجارية المباشرة بين الشركات (B2B)، إلى توفير منصة للشركات الفرنسية لعرض حلولها المبتكرة والمشاركة في نقاشات جوهرية حول المواضيع الحيوية في مجال الصناعة البحرية، بما في ذلك خفض انبعاثات الكربون، الحلول البحرية المستدامة، التحول الرقمي، وأمن العمليات البحرية.

حلول فرنسية مبتكرة لتلبية الطلب الإقليمي

تسعى دولة الإمارات، بما تزخر به من مرافق بحرية محورية مثل ميناء جبل علي الذي تديره موانئ دبي العالمية، أحد أكبر مشغلي الموانئ في العالم، تسعى إلى جلب تقنيات متقدمة لتعزيز مشاريعها الطموحة.

وحفاظا على ميزتها التنافسية، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل حثيث على إيجاد أحدث الحلول، لا سيما في مجالات تطوير “موانئ المستقبل” و”الموانئ الخضراء”.

وتشمل هذه المبادرات حزمة من المشاريع بما في ذلك توسعة وإنشاء موانئ جديدة، توسيع ميناء أبو ظبي، بناء جزر اصطناعية، تعزيز أمن الموانئ، والالتزام الصارم بالممارسات المستدامة. تهدف هذه المساعي إلى دمج الممارسات البيئية في مرافق الموانئ ومعداتها وعملياتها لضمان مستقبل مستدام.

الجولة البحرية الفرنسية – خاص

وبالمثل، تشهد الموانئ التجارية غير النفطية الرئيسية في الكويت عمليات تحول لدمج التقنيات الذكية لتعزيز الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية. يشتمل البرنامج على تطوير المنطقة التجارية الحرة لمدينة الحرير في الشمال، بالإضافة إلى مشروع الجزر الخمس العملاق، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 2.3 مليار دولار.

وتشكل هذه التطورات أرضية خصبة للخبرات الفرنسية لدعم توسعات البنية التحتية المهمة ومبادرات الاستدامة في كلا البلدين.

البناء على إرث من التميز البحري

تُعد فرنسا، بما تزخر به من تراث بحري غني وبراعة تكنولوجية، تُعد منارة عالمية للابتكار والاستدامة في مجال النقل البحري.

كما تمثل قوة بحرية رائدة، حيث تحتل المرتبة السابعة عالميًا في هذا المجال، وتفتخر بامتلاك ثاني أكبر مساحة بحرية بعد الولايات المتحدة، وتتمتع بحدود بحرية مشتركة مع 30 دولة، بطول 22860 كيلومترًا، ما يجعلها الدولة الأكثر تميزًا في هذا المجال.

وفرنسا موطن لـ 66 ميناءً تجاريًا بحريًا، بما في ذلك 12 ميناءً حكوميًا: 11 ميناء بحريا رئيسيًا وميناء واحد للمصالح الوطنية.

وتُعزز فرنسا حضورها العالمي في مجال الملاحة البحرية من خلال وجودها في جميع محيطات العالم، مدعومة بمنطقة اقتصادية خالصة غنية بالتنوع البيولوجي.

كما تُبدي فرنسا التزامًا عميقًا بتطوير التكنولوجيا البحرية والإشراف البيئي، مما يضمن قدرة القطاع على التكيف مع تحديات القرن الحادي والعشرين.

ويعكس الوفد الفرنسي هذا الالتزام من خلال عرض حلول مبتكرة تُساهم في الحفاظ على البيئات البحرية وتعزيز الاقتصاد البحري المستدام.

وتُؤكد هذه الجهود على الدور المحوري الذي تلعبه المنظمة البحرية الدولية في تكييف النقل البحري مع تحديات القرن الحادي والعشرين.

الجولة البحرية الفرنسية – خاص

ويقدم الوفد الفرنسي مجموعة من حلول الابتكار والتقنيات المتقدمة التي تشمل أنظمة اتخاذ القرار الذكية للملاحة البحرية، وتقنيات الاستكشاف تحت الماء ورسم الخرائط المتطورة، وحلول قياس الأعماق المتكاملة، وتقنيات الجيوفيزياء البحرية المتقدمة، وأنظمة النمذجة ثلاثية الأبعاد للهياكل البحرية.

كما يوفر الوفد حلولًا لفحص وصيانة الأعمال البحرية، ومعدات إنقاذ متطورة، وأدوات مسح بالليزر عالية الدقة، وأجهزة قياس لقوارب النزهة، والأنظمة الذكية لجمع وتبادل بيانات الأرصاد الجوية في الوقت الفعلي.

مهمة موسعة تعزز العلاقات الثنائية

في هذه المهمة التي تتجاوز مجرد زيارة العمل الاعتيادية، ينطلق الوفد الفرنسي رفيع المستوى بجولة تشمل الإمارات العربية المتحدة والكويت، لتكون بمثابة قناة حيوية لتعميق العلاقات الراسخة بين فرنسا ودول الخليج.

وحظي الوفد باهتمام كبير خلال زيارته لوزارة الطاقة والبنية التحتية في دبي، حيث عقد حوارات مثمرة مع أصحاب المصلحة المحليين واستكشف الطموحات المشتركة لمستقبل القطاع البحري في دبي والإمارات الشمالية.

وفي 23 أبريل، من المقرر أن تستضيف بوابة المقطع في أبوظبي الوفد في جلسة عامة شاملة تضم عروضا تقديمية من أصحاب المصلحة المحليين، بما في ذلك ميناء أبوظبي، شركة أدنوك للإمداد والخدمات، ومجموعة كيزاد، بحضور نيكولا نيمتشينو، سفير جمهورية فرنسا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

ومن المتوقع أن يتم عقد جلسات عمل ثنائية بين الشركات، إلى جانب عروض تقديمية من الشركات الفرنسية، وزيارات ميدانية للتعرف عن كثب على البنى التحتية البحرية المتطورة في أبوظبي.

ويختتم الوفد رحلته في مدينة الكويت، حيث سيتم الترحيب به في مأدبة إفطار خاص تنظمها كلير لو فليشر، سفيرة جمهورية فرنسا لدى دولة الكويت.

يتضمن البرنامج لقاءات مع كبار المسؤولين في مؤسسة الموانئ الكويتية والشركة الوطنية للبترول الكويتية، وفرص للحوار بين الشركات الفرنسية والكويتية. وتتوج الزيارة بجولة في ميناء الكويت الجديد الذي تم إنشاؤه حديثا.

شارك المقال: