القلق يتصدر مخاوف الصحة العقلية للموظفين
يعاني حازم، (35 عاماً)، موظف بنك، من قلة النوم، خصوصاً، حيث تولى مهاماً إضافية إثر تسريح موظفين لتقليل النفقات، نتيجة الركود الاقتصادي بعد جائحة كورونا.
وتعد المخاوف المالية واستمرار ارتفاع تكاليف المعيشة من أهم أسباب مشاكل الصحة العقلية بين الموظفين في عام 2024، وكانت النساء أكثر عرضة بنسبة 51%.
وفي الوقت نفسه، يشعر 67% من الموظفين بالقلق إزاء فقدان قيمة مدخراتهم، بسبب التضخم وتقلبات السوق الأخرى.
وأصبح الموظفون أكثر عرضة للمشاعر السلبية في العمل، مثل الاكتئاب (بنسبة 51%)، والتوتر (بنسبة 12%) والإرهاق (بنسبة 17%) ، أكثر مما كانوا عليه قبل الوباء، وفقاً لمؤسسة MetLife.
وأظهر تحليل لأكثر من 300 ألف حالة أجرته مؤسسة ComPsych -نُشر في مارس الفائت- أن حوالي ربع الأشخاص (24%) الذين تواصلوا مع ComPsych للحصول على مساعدة في مجال الصحة العقلية في عام 2023 كانوا يعانون القلق.
وهذا ما يجعل القلق المشكلة الأولى التي أبلغ عنها العمال الأمريكيون، متفوّقاً على الاكتئاب والتوتر وقضايا العلاقات والمشاكل العائلية والإدمان والحزن، حسبما ذكرت مؤسسة ComPsych.
وأشار الباحثون أن القلق ارتفع بشكل كبير مقارنةً بالسنوات الأخيرة، حيث لم يكن القلق ضمن أهم خمس قضايا مطروحة عند الأمريكيين.
وصرّح ريتشارد تشيفيتز، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة ComPsych أن ”ارتفاع القلق ليس مفاجئًا بشكل خاص بالنظر إلى سلسلة الأحداث المجهدة على مدار السنوات القليلة الماضية“.
وأضاف: ”من الوباء إلى الحروب في مناطق مختلفة من العالم، وتقلبات الاقتصادية المفاجئة، كان هناك شعور كامن مستمر بالخوف والقلق“.
كما يأتي تقرير ComPsych الجديد حول القلق بعد أسابيع من نشر تحليل آخر، وجد أن إجازات الموظفين المتعلقة بالصحة العقلية ازدادت 33% في عام 2023 مقارنة بعام 2022.
ويؤكد الخبراء أن شعور الموظفين بالرعاية من قبل أصحاب العمل، لا يجعلهم أكثر صحة وسعادة فقط، وإنما أكثر إنتاجيةً وولاءً للمؤسسة.
وختاماً، ينصح الأطباء النفسيون الموظفين بتطوير مهاراتهم بشكل مستمر للتعامل مع تحديات العمل، وإيلاء اهتمام بالنشاطات المختلفة، مثل تربية حيوان أليف أو زراعة الورود في حديقة المنزل والعناية بها أو أي نشاط مستمر آخر يضمن التفريغ الدائم للمشاعر السلبية الناجمة عن ضغط العمل.