تأثير أول صندوق تداول بيتكوين على الاقتصاد العالمي
يترقب خبراء العملات الرقمية تأثير أول صندوق تداول بيتكوين على سوق التشفير، وما سيُحدثه من نقلة داخل عالم الاستثمار في مجال العملات المشفرة.
ولكن الانتظار لا يقتصر على خبراء العملة الرقمية فقط، بل يشمل كذلك خبراء المال.. فهل يؤثر الإصدار الجديد على الاقتصاد العالمي؟ وماذا يعني صندوق تداول البيتكوين؟
قد لا يمتلك المستثمر المال الكافي لشراء سبيكة ذهبية، وبدلاً من حصد الذهب مباشرة، يتم استثمار الأصل في شكل إلكتروني، عبر إحدى الشركات العاملة في تعدينه.. وكذلك البيتكوين، يمثل صندوق تداول الأصل المشفر الأكبر على مستوى العالم فرصة للمتداول للتعرف على أسعار العملة دون التعرض لتقلبات التشفير من الصعود أو الهبوط.
ويختلف هذا بالطبع عن فكرة اللامركزية التي تتمتع بها البيتكوين، فالأصل المشفر لا يتحكم فيه هيئة أو مؤسسة بعينها، ولكن صندوق التداول يكون تحت إشراف تنظيمي ما يعني وجود المركزية.
وتمثل التجربة الجديدة قلقاً للعديد من الأشخاص، فعلى مستوى خبراء الكريبتو، ينتظر الكثير منهم ما ستنتجه التجربة من ربح أو خسارة، ولكنها أيضاً تمثل فرصة لمن لا يمتلك الخبرة في سوق العملات الرقمية، حيث لا يتعرض مباشرة إلى تقلبات سعرية تُصيب الأصل المشفر.
ما علاقة سوق الكريبتو بالاقتصاد العالمي؟
تعرض العالم، إبان الفترات الأخيرة للعديد من الأزمات الاقتصادية جراء جائحة كورونا أو نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تبعها فرض الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا العديد من العقوبات.
ومثّل سوق الكريبتو أحد منافذ المساعدات لمتضرري أوكرانيا، كما ظهر بصورة واضحة في التعاملات التجارية الخارجية لكل من البلدين، ليس هذا فقط، ولكن العملات المشفرة اُستخدمت أيضاً في التبرعات الخيرية داخل فلسطين لنجدة المصابين خلال تلك الفترة.
ونتيجة لما سبق، ثمة ضخ واضح للمزيد من الأموال في صورة نقود رقمية تتحول فيما بعد إلى أموال حقيقية، ما يؤثر في حركة البيع والشراء، وبالتالي على كافة الحركة الاقتصادية داخل هذه البلدان ثم التحول فيما بعد إلى باقي دول العالم.
هل من فوائد لصناديق العملة المشفرة على الاقتصاد؟
تبين وجود توجه من بعض دول العالم نحو قبول العملة المشفرة داخل بلادهم، والتعامل بها داخل هذه البلاد أو استبدال عملة بلادهم بالبيتكوين.
على سبيل المثال، قبلت السلفادور التعامل بالأصل المشفر بعد الهبوط الحاد الذي أصاب عملتها المحلية، ودعمت جنوب إفريقيا منصات التشفير بقوة عن طريق حصولها على تراخيص تضبط أنشطتها وممارساتها.
وتدعم تايلندا ونيجيريا والفلبين وكوريا الجنوبية والأرجنتين، سوق الكريبتو بموجب تشريعات واضحة للتعامل بالعملة المشفرة.
لذلك، فإن إصدار أول صندوق لتداول البيتكوين ربما يكون محفزاً لنمو اقتصاد هذه الدول عن طريق الاستثمار على اعتبار تعاملها الغير جديد وإيمانها بسوق العملات الرقمية.
لماذا يحذر خبراء التشفير من الصندوق الجديد؟
مثل أي تجربة جديدة تخضع إلى الصواب أو الخطأ توجد العديد من المحاذير بشأن الصندوق الجديد، مع ترقب عالمي للنتائج المترتبة على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على أول إصدار.
ويخشى البعض شبح المركزية الذي ربما يصيب العملة المشفرة، وإضفاء نوع من السيطرة لعدم حدوث التلاعب بأموال عملاء منصات التشفير.
وسواء كان إصدار الصندوق مؤثراً أو غير مفيد، ثمة تأثير سيتضح مع الوقت على الاقتصاد العالمي خاصة مع المستقبل الواعد للعملات الرقمية، والذي يظهر في استبدال العملة المحلية بعملة البيتكوين في بعض دول العالم.