عيد الفطر يتحول إلى “عيد الفقر” في اليمن
مع اقتراب عيد الفطر المبارك من نهاية يومه الثالث والأخير، لا يمكن للأسر اليمنية المنكوبة بسبب الفقر والوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع الأسعار، شراء اللحم الذي يعد من الوجبات الأساسية والتقاليد اليمنية الرئيسية في العيد.
وتحولت المأكولات الشهية والأطباق اللذيذة إلى أحلام مستحيلة، حيث يعجز الكثيرون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، فليس هناك مجال للترفيه عن النفس أو الاستمتاع بلحظات الفرحة، ما أضفى جواً من الحزن واليأس على هذه الأيام المباركة.
المأكولات المفقودة
يُعد الزربيان من التقاليد الشعبية اليمنية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعيد الفطر..
ففي الأعياد السابقة، كان الزربيان حاضراً في كل منزل يمني جنوبي لإضفاء البهجة والفرحة على الأجواء الاحتفالية، ومع تراجع القدرة على شراء اللحم، غاب الطبق عن المنازل اليمنية.
ويحتوي الزربيان على اللحم والبطاطا والزبادي والأرز بمختلف البهارات التي تتطلب مبلغاً كبيراً.
أما اللحم المشوي والمندي فاشتهرا في شمال اليمن كطبقين رئيسين في أيام العيد تحت مسميات الفحسة واللحسة المشهورة في صنعاء، فيما اختفت الأطباق الحلوة مثل كعك العيد والسوجي والبقلاوة والهريس، وغيرها.
الأسعار المرتفعة للحم والمواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت التي تكلف ما يفوق مرتب موظف حكومي وهو نحو 60 ألف ريال يمني (نحو 34 دولاراً)، جعلتها خارج نطاق الكثير من الأسر الفقيرة.
“عيد الفقر”
عيد الفطر في اليمن تحول إلى “عيد الفقر” بامتياز، حيث يواجه الكثير من الأسر اليمنية صعوبات مالية جسيمة تمنعهم من الاحتفال بالعيد بالطريقة التي يتمنونها.
وتقول الخالة عيشة من محافظة عدن، لموقع “بزنس برس”، إن “هذا ليس العيد الأول الذي لم أتناول فيه اللحم وطبق الزربيان المعروف في المدينة، بسبب ارتفاع أسعار اللحم إلى ما يقارب 15 ألف ريال يمني (نحو 9 دولارات) للكيلوغرام الواحد، والذي لن يكفي أسرة مكونة من 9 أفراد”.
أما العم إقبال، فيشكو ارتفاع أسعار الدجاج عبر موقع “بزنس برس” بالقول: “حتى الدجاج غير مُيسر لنا في العيد، بعد أن وصلت أسعاره إلى 6 آلاف ريال يمني (نحو 4 دولارات)، بخلاف الخضروات وباقي التجهيزات للأطباق، حيث سيكلف الطبق الواحد أكثر من 15 آلاف ريال (نحو 9 دولارات)، في حين أن مرتباتنا لا تتعدى 30 ألف ريال يمني (نحو 18 دولاراً)”.
أما أسرة عزيز الصنعاني فتوضح لموقع “بزنس برس”: “استطعنا هذا العيد شراء اللحم والحلويات لتجهيز طبق المندي والفحسة بعد أن عمل أخي الأكبر في إحدى المنظمات بمحافظتنا، حيث يتقاضى مرتبه بالعملة الصعبة (الدولار)، بعد أن كان مرتب أبي الحكومي لا يكفي حتى لشراء سلة غذائية”.
هذه المشاهد سببها انهيار العملة المحلية اليمنية، ما انعكس على حال اليمنيين بشكل مأساوي، الأمر الذي يستدعي اهتماماً عاجلاً من المجتمع الدولي والجهات المعنية.