هكذا تسير أجواء عيد الفطر في سوريا
رغم أن الاحتفال به متشابه في كافة الدول العربية والإسلامية، إلا أن لعيد الفطر في سوريا نكهة خاصة وطقوساً مميزة، جعلت السوريين على اختلاف مدنهم ومحافظاتهم يتمسكون بها ويتوارثونها جيلاً بعد جيل..
فبعد صلاة العيد مباشرة تبدأ العادات التي تتمثل بزيارة الأهل ومعايدتهم، واجتماع العائلة بأكملها في منزل الأب والأم، لقضاء اليوم الأول من العيد مع العائلة.
أما الأطفال، وهم بهجة العيد، فينطلقون منذ الصباح الباكر لتلقّي “العيدية” من كل كبير في العائلة، وأشد ما يفرح الطفل هو مبلغ المال الذي يمكنه من شراء ما لذ وطاب خلال العيد.
لكن العمل الحقيقي يبدأ قبل قدوم العيد، أي في الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان، حيث تبدأ الأسر السورية بتحضير الحلويات وأهمها الكليجة الديرية، والبرازق الشامية، والمعمول بجوز والمعمول بالفستق الحلبي، وأقراص العيد الحمصية، وغيرها من أصناف الحلويات التي تشتهر بها المحافظات السورية والتي تتفنّن في تقديمها خاصة في أول أيام عيد الفطر المبارك.
العيد في زينته
لا شك أن ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على حركة الأسواق، وقلل المبيع لدى أغلب إن لم نقل كل المحال التجارية، لكن قدوم العيد يعد تنشيطاً جيداً لهذا الركود الذي تشهده الأسواق، خاصة أن أغلب العائلات باتت تكتفي خلال العيد بشراء الملابس للأطفال فقط.
أبو سمير، صاحب محل لبيع الألبسة في سوق “الصالحية”، يشير للسوق وهو يتحدث لموقع “بزنس برس” عن انخفاض القدرة الشرائية للسوريين.
ويضيف: “في السابق كان هذا العيد يزدحم لدرجة لا نستطيع معها الحركة، وكانت المحال التجارية لا تغلق قبل الخامسة صباحاً وهي تحاول تلبية طلبات الزبائن الذين يتوافدون حتى ساعات الصباح الأولى. أما الآن، فلا حركة ولا شراء، وأغلب المشتريات تكون لألبسة الأطفال”.
لا عيد بدون “حلويات”
كما أن فرحة العيد لا تتجلى إلا في عيون الطفال، فكذلك طقوسه لا تكتمل إلا بوجود أطباق الحلويات في كل منزل، سواءً كان جاهزاً أم من صنع ربات المنزل.
ويبدو أن الارتفاع الكبير الذي طال الحلويات جعل الكثيرين يتجهون لصنعه في المنزل، حيث وصل سعر كيلو الحلويات الفاخرة المشكلة إلى 500 ألف ليرة سورية (نحو 28 دولاراً)، أما الأصناف الإكسترا بالسمن الحيواني وفستق المورك وهو أفخم أنواع الفستق، فوصل سعر الكيلو منها إلى 600 ألف ليرة (نحو 33 دولاراً).
ويتراوح سعر كيلوغرام البرازق والغريبة والعجوة بالسمن النباتي بين 50 و60 ألف ليرة (نحو 4 دولار)، أما المضاف لها رشة من السمن الحيواني فتتراوح بين 100 و125 ألف ليرة (نحو 7 دولار).
في حين يصل سعر كيلوغرام النوع الفاخر بالسمن الحيواني الخالص إلى 350 ألف ليرة (نحو 20دولاراً)، لكن الحلويات الأكثر ثمناً فهي التي تدخل فيها مادة القطر مثل الكول شكور والبقلاوة والمبرومة، حيث يبدأ سعر الكيلو منها بـ350 ألف ليرة ليصل إلى 500 ألف ليرة (نحو 28 دولاراً).
حوالات تحرّك الأسواق
ورغم ارتفاع الأسعار، إلا أن رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات بسام قلعجي، يقول لموقع “بزنس برس”، إن “أسعار الحلويات لم ترتفع هذا العام كثيراً، مقارنة بعيد الفطر من العام الماضي”، مشددا أن “القدرة الشرائية المتراجعة للسوريين أثرت بشكل كبير على استهلاكهم لمختلف الأصناف والمنتجات”.
ويُرجع قلعجي السبب في “وجود حركة خفيفة في الأسواق لحوالات المغتربين لأهلهم التي لها دور هام في تنشيط حركة البيع”.
وبالمقابل، لم ينسَ رئيس الجمعية الدفاع عن أصحاب المحال، حيث إن “رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتحرير الأسعار أثر بشكل كبير على ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، إضافة إلى رفع أجرة اليد العاملة، فكلها عوامل أرهقت أصحاب محال الحلويات واضطرتهم لرفع الأسعار”.