لم “يبيّضوا” .. تغير عادات السوريين في رمضان
ينقسم السوريون في شهر رمضان المبارك إلى فئتين؛ إحداها تكافح للمحافظة على عادات الأجداد، وأخرى اضطرتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية للتخلي عن أغلبية تلك العادات.
ويرى سوريون في الشهر الكريم فرصةً لزيادة التواصل الاجتماعي، واجتماع العائلة بعيداً عن ضغوط الحياة التي أرخت بأثقالها على الجميع..
“تبييض” أول الأيام
“التبييض بالأعمال”، بهذه العبارة المختزلة تجيب أم محمد، الدمشقية الخمسينية، عن سؤال موقع “بزنس برس” لها حول أول طبخة في رمضان، خاصة أن السوريين اعتادوا أن “يبيضوا” اليوم الأول منه، تيّمناً منهم بجعل باقي أيامه بيضاء كما طبختهم الأولى.
والأبيض الذي كان يكسو موائدهم لم يعد كما كان، ولاسيما أن كافة الطبخات التي تنتمي لـ”الطبخات البيضاء” كالشاكرية، واللبنية، وشيخ المحشي، والشيشبرك، تخلو من اللحم الأحمر، حيث شهدت أسعاره ارتفاعات متكررة فاقت قدرة المستهلك الشرائية.
ووصل سعر كيلو لحم الخروف الخالي من الدهن إلى 250 ألف ليرة سورية (14 دولاراً)، وبإضافة 25% دهن يصبح سعره 200 ألف ليرة (11 دولاراً)، كما أن سعر كيلو لحم العجل الهبرة وصل إلى 150 ألف ليرة (9 دولارات)..
وهذه الأسعار جعلت أغلب السوريين يُقلعون عن أي طبخة تتطلّب اللحوم الحمراء، التي تستهلك نصف الراتب.
ويرى نائب رئيس جمعية الألبان والأجبان في دمشق الحرفي أحمد السواس، أن “الارتفاعات المتكررة في الأسعار غيّرت اتجاهات المستهلكين، فمن كان قادراً سابقاً على شراء كيلو من اللحم، ليس يعد بمقدوره الآن شراء نصف كيلو منه، عدا عن عدول كثيرين عن شراء اللحوم واستبدالها بالخضراوات أو بدائل اللحم المصنّع من فول الصويا”.
ويبين السواس أن “استهلاك الألبان بقي على حاله، ولم ينخفض مقارنة بالسنوات الماضية، فمهما ارتفعت أسعاره، يبقى قريباً من قدرة المواطن، عكس اللحوم، كما أن استهلاك اللبن يزيد بشكل مضاعف خلال الشهر الكريم مقارنة بباقي أشهر السنة”.
التمور خارج القائمة
لم تكن اللحوم وحدها، التي لم تعرف طريقها إلى موائد السوريين؛ فالتمور كذلك بسبب ارتفاع أسعارها، أصبحت مقتصرة على أصحاب الدخول المرتفعة، خاصة أن الأنواع الفاخرة منها وصلت إلى 200 ألف ليرة للكيلو (11 دولاراً)، بينما تراوحت الأنواع العادية بين 50 و 100 ألف ليرة سورية للكيلو.
ورغم هذه الارتفاعات، وانخفاض إقبال السوريين على شراء التمر بكميات كبيرة، إلا أن الاستهلاك يبقى مرتفعاً إذا ما قورن شهر رمضان بباقي الأشهر، ما يؤكده الخبير الاقتصادي وأمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق عبد الرزاق حبزة.
ويؤكد حبزة أن “ارتفاع أسعار التمور بنسب متفاوتة جعل الأغلبية يتجهون للأنواع ذات الأسعار الأرخص، والتي قد تكون غير مطابقة للمواصفات القياسية السورية من حيث التخزين والتغليف والمنشأ”.
سكبة رمضان
سكبة رمضان من العادات السورية التي حافظت على ديمومتها لدى أغلب العائلات السورية، وتتألف من طبق أو اثنين من قائمة الطعام المطهوة.
ويقال إن هذه السكبة تحمل الخير، إذ تغني الموائد، وتجعل الجميع يتشاركون الطعام نفسه، خاصة في رمضان؛ شهر الرحمة والخير.