طعام أفضل.. حياة أطول
لطالما كان تحسين متوسط العمر الصحي هاجساً فردياً وتحدياً عالمياً؛ ففي مطلع القرن العشرين، بلغ متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة 46 عاماً، أما اليوم يقترب من 82 عاماً.
وصحيح أن الإنسان يعيش اليوم حياة أطول، لكن الثمن كان ازدياد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والتنكسية.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، يجب أن يحصل البالغون على 1.5 إلى 2 كوب من الفواكه و2 إلى 3 أكواب من الخضار يومياً، لكن من 10 إلى 12% من البالغين الأمريكيين فقط، التزموا بهذه التوصيات.
إلى ذلك، كشفت دراسة واسعة النطاق أن لدى النباتيين خطراً أقل بنسبة 38% للإصابة بالخرف، ما يتفق مع ما توصّل إليه المعهد الوطني للسرطان (NCI) إلى أن الذين يتناولون غذاءً غنياً بالنباتات لديهم خطر أقل للإصابة بالسرطانات.
كما أدت ثمانية أسابيع من اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات إلى انخفاض علامات تضرر وإجهاد القلب المُرتبط بالعمر لدى البالغين الأصحاء، وفقاً لـ تحليل رصدي نُشر مؤخراً في مجلة Annals of Internal Medicine.
وعليه تشرح كريستي فانك، وهي مديرة أحد المراكز الطبية في الولايات المتحدة، أحد أسباب تفوق الغذاء النباتي على الحيواني: “تحتوي النباتات في المتوسط على 64 ضعف محتوى مضادات الأكسدة في أي طعام حيواني”.
كما اكتشف العلماء مناطق جغرافية (مثل سردينيا ونيكويا وأوكيناوا وغيرها) تقطنها نسبة عالية من المعمرين المتمتعين بصحة بدنية وعقلية ممتازة، وسُمّيت “المنطقة الزرقاء”، حيث تقول دراسة أجرتها مؤسسة آكيا في سردينيا بإيطاليا أن المعمرين ممن تجاوزوا المئة عام يعيشون في المناطق الجبلية من سردينيا، ولوحظ فيها استهلاك زيت الزيتون والنبيذ (1-2 كوب يومياً) والشاي، الحاوية على مضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف مع التقدم في العمر.
وبالنسبة للمعمّرين في أوكيناوا اليابانية، رُبط تناول كميات كبيرة من مركبات الفلافونويد، الموجود في البطاطا الحلوة الأرجوانية وفول الصويا والخضروات، بتحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
وبالحديث عن الصويا، أثبتت دراسة انخفاضاً بنسبة 60% في حدوث سرطان الثدي ونكسه ومعدل وفياته، عند المُداومين/ات على تناوله.
وفي نيكويا (كوستاريكا)، ارتبط تناول الأرز والفاصوليا المُنتجَة محلياً بزيادة طول التيلومير، وهو جزيء يحمي مادتنا الوراثية ويُصلحها لنعيش فترة أطول، ويصبح التيلومير أقصر تدريجياً بالتدخين ومع التقدم في العمر.
وختاماً، يُجمع الباحثون أن النظام الغذائي النباتي ليس السر الوحيد لعيش حياة أطول؛ فالوجبات التي تُعدّ طازجة في المنزل، وعدم الاعتماد على الأطعمة المعالجة أو الوجبات السريعة، وتناول الطعام حتى الشبع بنسبة 80%، استراتيجيات مُهمة في دعم تعامل الخلايا مع الضرر الذي يحدث مع التقدم في العمر، ما يعني حياةً أطول، ذات جودة أفضل.