العلاج النفسي لمرضى الصدفية
مشاكل اجتماعية وجنسية وصحية، ترافق الصدفية، التي تعد مرضاً جلدياً التهابياً مزمناً يتأثر به 1-3% من إجمالي السكان، ويصيب أكثر من 125 مليون فرد حول العالم.
وللصدفية آفات جلدية متقشرة وحكة متكررة، تؤثر سلباً على نوعية حياة المريض، وفي مختلف النواحي.
وعلى عكس ما يعتقده البعض، لا تقتصر الإصابة بالصدفية على الجلد، بل تتعداها إلى المفاصل والقلب والأوعية الدموية والصحة العقلية.
ولوحظ زيادة نسبة الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وزيادة استهلاك الكحول والتدخين عند المصابين بالصدفية، ومرده شعور العجز والوصمة الاجتماعية، ما دفع العلماء إلى اعتبار الصدفية والاضطراب النفسي مرضين متلازمين، أي أنهما قد يتفاقمان أو يتحسنان في الوقت نفسه.
كل هذه الترابطات، دفعت الأطباء لدراسة تأثير العلاج النفسي على الصداف أو الصدفية، فوجدَت دراسة أجراها باحثون في قسم الأمراض الجلدية بمستشفى شيانغيا في الصين، أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال في التخفيف من شدة المرض، وخاصةً في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وكان التدخل النفسي أكثر فعالية بشكل شخصي مقارنةً بجلسات الأونلاين.
ويوصي الأطباء بتصميم خطة علاج نفسي تلائم الحالة الصحية والنفسية لكل مريض، حيث يعاني المصابون بآفات على المناطق المكشوفة من الوصم والتمييز الاجتماعي، ويعتقد المصابون بصداف اليد أن من حولهم لا يرغبون بمصافحتهم، فيما يعاني مرضى الصداف التناسلي من اضطرابات جنسية وظيفية ونفسية.
كما وجد الأطباء أن العلاج السلوكي المعرفي يقلل من وصمة العار وقلق المرض والتأثير السلبي للاستجابات العاطفية، من خلال التثقيف حول طبيعة المرض وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تزيد القلق “مثل أن الصداف معدٍ، أو يصيب السيئين أخلاقياً”، وإشراكهم في خطة العلاج، وتدريبهم على التعامل مع مشاعر اليأس والإحباط والقلق، وتقبلها لكونها جزءاً من الحياة وإحدى نتائج المرض، دون الاستسلام لها، عبر الاستمرار بالعمل والرياضة والنشاطات المختلفة.
وفي سياقٍ متصل، أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جيسن الألمانية أن التدخلات المعرفية القائمة على اليقظة الذهنية تُحسن حالة الجلد ونوعية الحياة، وهي تقنية تقوم على التأمل العميق في المشاعر والأحاسيس الحالية دون استحضار للماضي أو خوف من المستقبل، وتتضمن تمارين التنفس والتخيل الموجه وغيرها.
وينصح أطباء الجلد مرضى الصدفية أيضاً بممارسة الرياضة، وتوسيع نطاق حياتهم الاجتماعية، والخروج في الطبيعة، والتعرض لأشعة الشمس باعتدال، بالإضافة إلى الابتعاد عن الضغط النفسي، واستشارة اختصاصيي الصحة النفسية باستمرار.