شبح “الدولار الأبيض” يلاحق المصريين (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
يعاني سوق المال في مصر “بقوة” من أزمة نقص الدولار، لكن الأحدث هو شبح “الدولار الأبيض” ومنع تداوله بين المصريين في السوق السوداء، بدعوى وقف تداول تلك العملة في عدة دول، ما أحدث ضجة في مصر.
ورصد موقع “بزنس برس” تفاصيل أزمة الدولار الأبيض، وصراع المصريين في محلات الصرافة والبنوك، لرفضها استلام هذه العملة، بسبب عدم القدرة على صرفها من السوق السوداء بمبالغ مالية أكبر من سعرها الرسمي في البنك.
ما هو الدولار الأبيض؟
يقول الخبير المصرفي المصري الدكتور هاني أبو الفتوح لـ”بزنس برس”، إن “الدولار الأبيض عملة أمريكية متداولة بشكل طبيعي في الأسواق المصرية، ولكن قرار بعض التجار في الأسواق وقف تداولها يعود لعدة أسباب منها، أن لونها يميل إلى الأبيض، وذات أمان أقل يجعلها معرضةً للتزوير بصورة سهلة، بعكس الدولار الأزرق الذي يتمتع بعلامات مائية وخصائص حماية أعلى من الدولارات البيضاء القابلة للتزوير”.
ويؤكد أبو الفتوح أن “الطبعتين سليمتان وتستلمهما البنوك من الخارج بشكل طبيعي، ولا نجد أي أزمة، إلا من خلال المواطنين الذين يريدون استبدالها من خارج البنك”.
لماذا يتجنبون الدولار الأبيض؟
يقول مواطن مصري لـ”بزنس برس”، إن “الدولار الأبيض يشكل ورطة كبيرة تواجه المصريين، لرفض البنوك وشركات الصرافة في دول العالم قبولها، بحجة أنها عملة قديمة وتالفة”.
ويضيف: “في ظل رفض تداولها ببعض الدول، أصبح المتحكمون في السوق السوداء يرفضون صرف العملة، بخلاف صرفها بقيمة تقترب من قيمة البنوك، وبنسبة أعلى تصل من 7% إلى 10%، لكن هذه العملة لا يتم استخدامها إلا في حالة التلف فقط”.
تجار السوق السوداء
أما أحد التجار المصريين لعملة الدولار في السوق السوداء، فيقول لـ”بزنس برس”، إن “الدولار الأبيض عملة رسمية بالفعل ويتم تداولها في البنوك المصرية، لكن الصرفات وبعض الشركات في مصر يرفضون استلامها، وبالتالي تم إيقاف تعاملها.. وإذا وافق تاجر عليها، يشترط صرفها بسعر أعلى من سعر البنك بجنيهات”.
ويوضح أن “هناك حالات تزوير تم اكتشافها خلال الآونة الأخيرة في الدولار الأبيض، بعكس الدولار الأزرق، الذي يصعب تزويره لاحتوائه على شريط أزرق، يعطيه حالة أمان كبيرة”.
فيما يكشف الخبير هاني أبو الفتوح تفاصيل استمرار أزمة الدولار بشكل عام في مصر، وحقيقة حل الأزمة بعد اجتماع البنك المركزي المصري وصندوق النقد الدولي، مؤكداً وجود “مضاربات قوية على الدولار في السوق الموازي، ما جعله يرتفع بشكل جنوني”.
وينوه أن “الحملات الأمنية لسحب الدولار من السوق السوداء وضبط السوق، لا تكفي لحل الأزمة، فهناك خطط لابد من تنفيذها على أرض الواقع للخروج من تلك الأزمة وحلها بسرعة، خوفاً من زيادة الأمر وتأثيره السلبي على ارتفاع أسعار كافة المنتجات، دون الخضوع للقوانين المتعارف عليها في الأسواق”.