بيع الدولار وشراء النفط قبيل تصعيد محتمل في الشرق الأوسط

أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك

خلال أسبوع التقرير المنتهي بتاريخ 10 يونيو، واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تراجعه ليصل إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ما أدى إلى تحوّل ملحوظ في مراكز المضاربة، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس” من ساكسو بنك.

ووفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC)، زاد المتداولون غير التجاريين مراكزهم الإجمالية القصيرة على الدولار الأمريكي مقابل العملات الثمانية الرئيسية المدرجة في بورصة شيكاغو التجارية (IMM) بنسبة 31%، لترتفع إلى أعلى مستوى لها في أربعة أسابيع وتبلغ 16 مليار دولار أمريكي.

كما يُظهر الجدول أدناه، تركز الجزء الأكبر من عمليات بيع الدولار في شراء اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الكندي، ولم يُعوَّض هذا الزخم سوى جزئياً من خلال الأسبوع السادس على التوالي من صافي البيع للين الياباني.

شراء واسع للسلع قبيل التصعيد في الشرق الأوسط

أظهرت حسابات “الأموال المُدارة” طلباً واسع النطاق على السلع، خلال الأسبوع المنتهي في 10 يونيو، حيث تم تسجيل صافي شراء في جميع القطاعات الرئيسية باستثناء قطاع السلع الزراعية الخفيفة.

وقد برزت التحركات الأهم في قطاع الطاقة، مدفوعة بتحسّن أساسيات السوق وظهور بوادر انتعاش في شهية المخاطرة، نتيجة تجدد التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والصين، مما خفف من المخاوف الاقتصادية والطلبية.

وجاءت أبرز التحركات في سوق النفط الخام، حيث زاد المضاربون بشكل كبير من صافي مراكزهم الطويلة، ليصل إجمالي المراكز الطويلة المجمّعة في خامي برنت وغرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى في عشرة أسابيع عند 319,000 عقد.

نتج هذا الارتفاع أساساً عن فتح مراكز شراء جديدة في برنت وتقليص المراكز القصيرة في خام غرب تكساس، وذلك بالتزامن مع دخول السوق ذروة موسم الطلب الصيفي وسط إشارات على تشدد الإمدادات.

ومن المهم الإشارة إلى أن هذا التحول في المراكز المضاربية حدث قبل التصعيد الدراماتيكي يوم الجمعة الماضي في الشرق الأوسط، حين شنت إسرائيل ضربات على منشآت نووية إيرانية وأهداف عسكرية رفيعة، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط بنسبة تقارب 13% خلال اليوم. وقد أغلق النفط مرتفعاً بنسبة 7% يوم الجمعة، قبل أن يشهد ارتفاعاً جديداً في تداولات صباح الاثنين مع استمرار الاشتباكات بين إسرائيل وإيران.

لكن غياب الضربات المباشرة على البنية التحتية النفطية أو مرافق التصدير، إضافة إلى فشل الأسعار في اختراق قمم الجمعة—برنت عند 78.50 دولار وخام غرب تكساس عند 77.60 دولار—فتح المجال لتدفقات جني الأرباح والتحوّط من قبل المنتجين.

ومع ذلك، فإن الصراع الجاري يقدم سيناريو مزدوج المخاطر: في حال استمرار تدفق الإمدادات دون انقطاع، قد نشهد تصحيحاً حاداً بقيمة 10 دولارات؛ أما أي اضطراب في صادرات إيران أو أسوأ الاحتمالات مثل حصار مضيق هرمز، فقد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار. حالياً، تتجه الأسعار للانخفاض مع بداية جلسة الاثنين، ولا تبرر المستويات الحالية إلا في حال تحقق اضطراب فعلي في الإمدادات.

في قطاع المعادن الثمينة، شهد الذهب عمليات تسييل معتدلة للمراكز الطويلة، في حين جذبت الفضة عمليات شراء جديدة. أما البلاتين فكان الأبرز، حيث ارتفعت صافي المراكز الطويلة بالتوازي مع ارتفاع الأسعار بنسبة 13%، مدفوعاً بزخم فني وتوقعات تشير إلى تشدد في أوضاع السوق.

في القطاع الزراعي، تلقى فول الصويا دعماً جديداً وسط تفاؤل حيال الطلب الصيني، بينما ساعدت تغطية المراكز القصيرة في تقليص صافي البيع الممتد في القمح. أما الذرة، فقد واصلت مواجهة ضغوط بيعية نتيجة استمرار النظرة السلبية للإمدادات.

وكان قطاع السلع الزراعية الخفيفة هو الاستثناء الوحيد، حيث تضاعفت المراكز القصيرة في السكر بفعل تراجع الأساسيات وانهيارات فنية. وفي المقابل، بقي قطاع الماشية مدعوماً، بقيادة الخنازير، مدعوماً بمخاوف العرض وقوة الطلب الموسمي، مما دعم معنويات الشراء.

لقراءة المزيد من المواد الصحفية ذات الصلة في موقع “بزنس برس”: