
خبير لـ”بزنس برس”: لا تشكر الذكاء الاصطناعي لأن الخسائر بالملايين
هل سبق لك أن توقفت شاكراً ChatGPT على خدماته؟ هذا الفعل البسيط من المجاملة، مثل “من فضلك” و”شكراً لك” يكلف OpenAI عشرات الملايين من الدولارات، وفقاً لتصريحات سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي OpenAI المالكة لـChatGPT، في الوقت الذي يحذر فيه خبير تقني من هذه الخطوة مؤكداً، لـ”بزنس برس”، أن “المجاملة الرقمية ليست الخيار الأكثر حكمة دائماً”.
عند كتابة عبارة “شكراً لك” قد تبدو بها لطيفاً مع ChatGPT، ولكن العبارة تنطوي على استخدام كبير للموارد، حيث تنشط خوارزميات معقدة، بناءً على أحدث جيل من نماذج اللغات؛ التحليل الدلالي، وفهم السياق، وإنتاج جمل متماسكة.. كل هذا يتطلب قوة حوسبة هائلة. وكلما زاد عدد الكلمات التي نستخدمها، زاد العمل الذي نطلبه من الخوادم، وزادت بالتالي الطاقة التي يتم إنفاقها، ما يعني ارتفاع استهلاك الطاقة، وكذلك تكاليف تشغيل بالملايين، خاصة على نطاق عالمي.
يقول المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات والرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مصر، إن “أي عبارة تتم كتابتها للتطبيق تُؤخذ على محمل الجد، وتنعكس على تكلفة التشغيل ببساطة، لأن النظام يُخضع كل ما يتم إدخاله إلى سلسلة من العمليات المعقدة التي تقوم بها الخوارزميات العاملة به، وهذا يستهلك طاقة حاسوبية Processing power وطاقة كهربائية Electric power، ما يمكن ترجمته إلى تكلفة مادية مباشرة ويقلل من قدرة النظام علي تلبية الطلبات الأخرى”.
ويضيف زياد عبد التواب، لـ”بزنس برس”: “إذا توقف المستخدمون عن تلك العبارات غير الهامة وغير المجدية، فإنهم يفسحون المجال لطلبات أخرى أكثر أهمية وأكثر فائدة”.
ويوضح الخبير التقني المصري أن “الشكر الرقمي قد يؤثر على كفاءة الذكاء الاصطناعي، حيث إن أي عبارة أو طلب أو سؤال مهما كان بسيطاً، مثل عبارات المجاملة أو الشكر، ستتم معالجتها مثل أي استعلام آخر وتستهلك جزءاً من الطاقة الحاسوبية والكهربائية”.
ويؤكد أن “الشركة يمكنها تقييد الاستخدام لبعض العبارات لتقليل الضغط المالي، ومنها المجاملات والشكر والثناء تماماً، مثلما تفعل بالفعل عند السؤال عن بعض الموضوعات الأخرى المثيرة للجدل، كالسياسية أو ذات الخطورة على الإنسان وسلامته، مثل النصائح الطبية وغيرها”.
ويؤكد أن “تسعير الذكاء الاصطناعي لا يتم وفقاً لنوع الاستخدام كمحدد أول، وإنما طبقاً لمحددات أخرى، مثل سرعة الرد ودقة النتائج وشموليتها وعددها وحجمها”.
ويشير عبد التواب إلى أن “البصمة الكربونية لعبارات الثناء والمعاملة لا تشكل نسبة كبيرة أو ملموسة من أي حوار أو نقاش أو طلبات تقدم إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن يمكن القول إن البصمة الكربونية الملموسة ناجمة عن إجمالي استهلاك الطاقة لأنظمة الذكاء الاصطناعي ككل”.