
كيف تدعم التجهيزات غير المكلفة “الألعاب الإلكترونية” في الإمارات؟
أشارت إحصائيات “بي دبليو سي ميدل إيست” إلى أن قيمة قطاع الألعاب في دولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى 288 مليون دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ 314.3 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2025، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”.
ويُدرك صانع المحتوى الدانماركي ألكسندر، الذي لديه عشرات الآلاف ممن يتابعون شهرياً مقاطع فيديو لعبة “فيفا” التي يقدمها الأهمية المتنامية لجودة الإنتاج الضخم للمحتوى، الأمر الذي يكتسب زخماً ملموساً في صفوف منتجي المحتوى عبر الإنترنت في الإمارات، بدءاً من المواد البصرية الأكثر دقة إلى الصوت الأكثر وضوحاً وحتى التحسينات الصغيرة، والتي يمكنها جميعاً تحسين تفاعل المشاهدين بصورة ملموسة.
إلا أنه بالنسبة للكثير من صانعي المحتوى الشباب في دولة الإمارات، فإن الحصول على تجهيزات احترافية والمحافظة عليها وبميزانيات طلاب محدودة يعتبر تحدياً رئيسياً.
يبلغ ألكسندر 21 عاماً من العمر، وهو يوازن ببراعة بين دراسته الجامعية بدوام كامل ووظيفة مبيعات بدوام جزئي. وقال ألكسندر في هذا السياق: “إنني مقتصد إلى حد ما ولكن ليس بطريقة سلبية، وأحاول العثور على خيارات أفضل وأكثر توفيراً دون المساس بالجودة”، وهي العقلية التي تنتشر بين العديد من اللاعبين في مجتمع عشّاق الألعاب الإلكترونية المتنامي في دولة الإمارات ممن يحرصون على ضبط ميزانياتهم.
البحث عن القيمة في “تيمو“
تلقّى ألكسندر نصيحة من أحد أصدقائه بزيارة موقع “تيمو” أثناء بحثه عن بعض التحديثات لمعداته، وعلى الرغم من تشككه في البداية إلا أنه قرر تجربة ميكروفون “لافالييه” (lavalier) وكانت النتيجة مفاجئة، وقال: “قدّم الميكروفون صوتاً نقياً بجودة احترافية أفضل بكثير مما توقعت”.
وشكّل ذلك الميكروفون البداية للمزيد من المعدات منها: حامل ثلاثي القوائم، وحامل لجهاز التحكم لمنصة “بلاي ستيشن” (PlayStation)، وفأرة ألعاب جديدة، وسماعة رأس، وإضاءة سقفية، والتي حصل عليها جميعاً من “تيمو” وكانت جميعها ضمن حدود الميزانية، حتى أن متابعي ألكسندر لاحظوا الفرق وأخذوا يسألون عمّا يستخدمه.

توجه أوسع في الألعاب الإلكترونية بتكلفة منخفضة
لا تعتبر تجربة ألكسندر الوحيدة، إذ يبحث عشاق الألعاب الإلكترونية في جميع أنحاء العالم عن طرق ميسورة الكلفة لتحسين التجهيزات لديهم، ولا شك بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ليست باستثناء عن ذلك، إذ شهدت الدولة نمواً متسارعاً في ثقافة الألعاب الإلكترونية وخاصة في صفوف المقيمين الشباب في الدولة.
وكان استبيان قد أجرته “يو جوف” (YouGov) في عام 2023 قد كشف أن 65% من عشّاق الألعاب الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة يفضلون الإكسسوارات منخفضة التكلفة، في حين يسعى معظمهم وراء منصات تركز على القيمة مثل “تيمو” من أجل الحصول على تجهيزاتهم أو تحسينها.
الكلفة الميسورة دون المساس بالجودة
تتحدى قصة ألكسندر الفرضية الشائعة بأن الأسعار المنخفضة تعني الجودة المنخفضة، وقال في هذا السياق: “بالنسبة للأجهزة الصغيرة مثل السماعات أو الميكروفونات، فإنك غالباً ما ستتفاجأ بمدى جودة الخيارات ميسورة الكلفة”.
وكان الاستطلاع العالمي الذي أجرته “تيمو” قد أشار إلى أن واحداً من كل ثلاثة متسوقين قد تساءل عن سبب الفارق الكبير في أسعار نفس المنتجات على منصات أخرى، الأمر الذي يعكس تحولاً ملموساً في وعي المستهلكين تجاه نماذج التسعير وهوامش الأرباح.
العلاقة مع عشاق الألعاب الإلكترونية في دولة الإمارات أيضاً، عادةً ما تشمل أسعار ملحقات الألعاب الإلكترونية في المتاجر التقليدية بدبي رسوم الاستيراد والعلامات التجارية، الأمر الذي يبرز أهمية منصات مثل “تيمو” كبديل فعّال وذكي. ومع الانتشار واسع النطاق للهواتف الذكية والإنترنت بنسبة تتجاوز 99% وفقاً لتقرير “داتا ريبورتال” (DataReportal) الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2024، فقد أصبح التسوق الإلكتروني وصناعة المحتوى أكثر سهولة وشمولاً من أي وقت مضى.
وبالتزامن مع استقطاب عدد متزايد من اللاعبين في المنطقة نحو البث على الإنترنت وصناعة المحتوى، فقد أصبحت الأدوات مثل الميكروفونات الاقتصادية والحوامل الثلاثية ومعدات الإضاءة التي كانت تُعتبر من الكماليات سابقاً، تُصنّف اليوم كأدوات أساسية، وتؤدي منصات مثل “تيمو” في هذا السياق دوراً محورياً في تمكين هذا التحول.

نظرة مستقبلية
لا يزال ألكسندر يوسع في الدنمارك مساحة اللعب الخاصة به باستخدام منتجات Temu، مضيفاً في الوقت الحالي عناصر ديكور منزلي ومعدات إضافية للبث المباشر، وأوضح قائلاً: “لقد أحدث ذلك فرقاً كبيراً ليس فقط في الطريقة التي أقدّم بها نفسي، بل أيضاً في كيفية تواصلي وتفاعلي مع جمهوري”.
وتعكس قصة ألكسندر بطرق عديدة توجهاً عالمياً متسارعاً يتمثل بنهوض صناعة المحتوى المتاحة للجميع. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يشهد سوق الألعاب الإلكترونية نمواً متواصلاً، فإن عدداً متزايداً من المبدعين يدرك أن الجودة والقدرة على تحمّل التكاليف ليسا متناقضين، بل يمكن تحقيقهما معاً، بحسب البيان الصحفي.