استراتيجية HP في حل مشكلة سلاسل التوريد

عندما توفر الشركات السلع في السوق، والمواد الخام للإنتاج لإنشاء تلك السلع، يُسمى ذلك بـ”المخزون؛ وهذة واحدة من أهم الأصول التي قد تمتلكها الشركة، لأنها تمثل المصدر المتوسط الذي تحقق منه الشركة حجم مبيعاتها، ما يدر أرباحاً للمساهمين.

ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بالمخزون لفترة طويلة يضر الشركة، كونه يخلق تكلفة إضافية على المخازن، ويؤدي إلى انخفاض قيمة البضائع نتيجة للتقادم، الأمر الذي حدث مع شركة “إتش بي HP” منتصف التسعينيات.

كان المخزون الزائد هو المشكلة الرئيسية لـHP كتكلفة ضخمة. مثلاً: خلال عام واحد، كانت تكلفة المخزون مساوية لإجمالي هامش التشغيل لشركة أجهزة اللابتوب بأكملها، وهذه هي المعضلة الأكثر تحدياً التي قد تواجهها الأعمال.

لذا، قررت HP التغلب على المشكلة بإجراء تحقيق لمعرفة المصدر الرئيسي لتكاليف هذا المخزون المرتفعة.

في عام 1995، اكتشفت مجموعة التخطيط الاستراتيجي والنمذجة التابعة لـHP أن عدم الانسجام بين العرض والطلب هو ما يسبب هذا المخزون الزائد.

لذلك، وضعت HP العديد من السيناريوهات لتغيير أساليب سلسلة التوريد، ثم اختارت السيناريو الأنسب الذي يضمن التكلفة الأكثر فعالية للمخزون، وكان مختلفاً عن التفكير التقليدي، إلا أنه أتى بثماره أخيراً، وبدأت الشركة في تقليل تكاليف المخزون. سنة بعد سنة.

السيناريو الذي اختارته HP بشكل فعال هو توفير الوقت الذي كان يستهلك في الطلب والتوريد، كما كانت سياسة الانضباط الجديدة ناجحة في دفع كل عضو إلى التحكم الذاتي في الطلبات، ما يؤدي إلى إنتاج أسرع وتسليم أسرع للمستخدمين النهائيين وهو ما يفضله أي شخص.

حصرت HP على حصول المستخدمين على منتجات جديدة يتم إصدارها في وقت قصير، لأن التكنولوجيا تتحرك بسرعة، وسيكون الطلب على المنتجات المتأخرة أقل، ما يؤدي إلى زيادة في المخزون ثم تحميل الشركة رسوماً إضافية عند تعويض تجار التجزئة..

ففي عصر المنتجات عالية التقنية، نرى العديد من المنتجات الجديدة يتم إصدارها كل يوم، لذلك، يجب على أي شركة أن تكون على اطلاع بأحدث المستجدات لتظل منافساً في السوق، وللقيام بذلك بصرف النظر عن الجودة والكفاءة، لتقديمها في الوقت المناسب.

شارك المقال: